100

خافوا بطش الله أيها الناس جميعا فإن بطشه بالظالمين الطغاة: أليم شديد

الأربعاء، 14 فبراير 2018

صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم

روابط موقع صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم
الخلفاء الراشدون
الخلفاء الراشدون أبو بكر الصديق بن أبي قحافة
عمر بن الخطاب
عثمان بن عفان بن أبي العاص بن...
علي بن أبي طالب الهاشمي رضي...
العشرة المبشرون بالجنة
من أمهات المؤمنين
من علماء الصحابة
من أغنياء الصحابة
=============



صعوبات وبشريات أثناء حفر الخندق

قام المسلمون بجِدِّ ونشاط يحفِرون الخندق، ورسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يحثهم ويساهمهم في عملهم هذا، فعن أنسٍ قال: خرج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى الخندق؛ فإذا المهاجرون والأنصار يحفِرُون في غَداةٍ باردة، فلم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم.
فلما رأى ما بهم من النصب والجوع قال:
"اللهم إن العيش عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة"
فقالوا مجيبين له:
نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا
وعن البراء بن عازب قال: رأيته صَلَّى الله عليه وسلم ينقُل من تراب الخندق حتى وارى عني الغُبار جلدة بطنه، وكان كثير الشعر، فسمعته يرتجز بكلمات ابن رواحة، وهو ينقل من التراب، ويقول:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن
سكينةً
علينا وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الْأُلى قد بَغَوا علينا إذا أرادوا فتنة أبينا
قال: ثم يمد بها صوته بآخرها.
كان المسلمون يعملون بهذا النشاط وهم يقاسون من شدة الجوع، ما يفتت الأكباد، قال أنس: يؤتون بملء كفين من الشعير، فيصنع لهم بإهالة سنخة توضع بين يدي القوم، والقوم جياع، وهي بشعة في الحلق ولها ريح منتن.
وقال أبو طلحة: شكونا إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم الجوع فرفعنا عن بطوننا عن حجر حجر، فرفع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عن حجرين.
وبهذه المناسبة وقع في حفر الخندق آيات من أعلام النبوة، رأى جابر بن عبد الله في النبي صَلَّى الله عليه وسلم جوعًا شديدًا، فذبح شاة صغيرة كانت عنده، وطحنت امرأته صاعًا من شعير، ثم التمس من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم سرًّا أن يأتي في نفر من أصحابه، فقام النبي صَلَّى الله عليه وسلم وقال: يا أهل الخندق، إن جابرًا قد صنع لكم طعاما فهلموا مسرعين، وأدخلهم عشرة عشرة ـــ وهم ألف ـــ فأكلوا من ذلك الطعام وشبعوا، وبقيت القدر ملآنة باللحم كما هي، وبقي العجين يخبز كما هو.
وجاءت أخت النعمان بن بشير بحفنة من تمر إلى الخندق ليتغدى أبوها وخالها، فمرت برسول الله فطلب منها التمر ونثره فوق ثوب، ثم دعا أهل الخندق فجعلوا يأكلون منه، وجعل التمر يزيد حتى شبع أهل الخندق منه، وإنه يسقط من أطراف الثوب.
وأعظم من هذين ما رواه البخاري عن جابر قال: إنَّا يوم الخندق نحفر، فعرضت كُدية شديدة، فجاءوا النبي صَلَّى الله عليه وسلم فقالوا: هذه كُدية عرضت في الخندق، فقال: "أنا نازل"، ثم قام وبطنه معصوب بحجر ـــ ولبثنا ثلاثة لا نذوق ذواقا ـــ فأخذ النبي صَلَّى الله عليه وسلم المعول، فضرب فعاد كُثيبا أَهْيَل أو أهيم.
وقال البراء: لما كان يوم الخندق عرضت لنا في بعض الخندق صخرة لا تأخذ منها المعاول، فاشتكينا ذلك لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فجاء وأخذ المعول، فقال: "بسم الله"، ثم ضرب ضربة، وقال: "الله أكبر، أُعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأنظر قصورها الحُمْر الساعة"، ثم ضرب الثانية فقطع آخر، فقال: "الله أكبر، أُعطيت فارس، والله إني لأُبْصِر قصر المدائن الأبيض الآن"، ثم ضرب الثالثة فقال: "بسم الله" فقطع بقية الحجر، فقال: "الله أكبر، أُعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأُبْصِرَ أبواب صنعاء من مكاني".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق