100

خافوا بطش الله أيها الناس جميعا فإن بطشه بالظالمين الطغاة: أليم شديد

الثلاثاء، 27 مارس 2018

الجمل في النحو جمل اللامات المؤلف: الخليل بن أحمد الفراهيدي

 جمل اللامات
وَهِي ثَلَاثُونَ لاما لَام الصفة وَلَام الْأَمر وَلَام الْخَبَر وَلَام كي وَلَام الْجُحُود وَلَام الاستثغاثة وَلَام النداء وَلَام التَّعَجُّب وَلَام فِي مَوضِع إِلَّا وَلَام الْقسم وَلَام الْوَعيد وَلَام التَّأْكِيد وَلَام الشَّرْط وَلَام الْمَدْح وَلَام الذَّم وَلَام جَوَاب الْقسم وَلَام فِي مَوضِع عَن وَلَام فِي مَوضِع على وَلَام فِي مَوضِع إِلَى وَلَام فِي مَوضِع أَن وَلَام فِي مَوضِع الْفَاء وَلَام الطرح وَلَام جَوَاب لَوْلَا وَلَام الِاسْتِفْهَام وَلَام جَوَاب الِاسْتِفْهَام وَلَام السنخ وَلَام التَّعْرِيف وَلَام الإقحام وَلَام الْعِمَاد وَلَام التَّغْلِيظ وَلَام منقولة
فَأَما لَام الصّفة
قَوْلهم لزيد ولعمرو ولمحمد وَهِي مَكْسُورَة أبدا إِذا وَقعت على الِاسْم الظَّاهِر وَإِذا وَقعت على الِاسْم المكني كَانَت مَفْتُوحَة كَقَوْلِك لَهُ وَلَهُمَا وَلَهُم وَلَك ولكما وَلكم فَهَذَا فرق بَين الظَّاهِر والمكني فَافْهَم ذَلِك إِن شَاءَ الله تَعَالَى
وَلَام الْأَمر
قَوْلهم ليذْهب عَمْرو وليخرج زيد وَإِنَّمَا يُؤمر بِهِ الْغَائِب وَلَا يكون ذَلِك للشَّاهِد وَرُبمَا يقلب للشَّاهِد كَقَوْل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لِتَأْخُذُوا مَصَافكُمْ) وَلَا يكادون يَقُولُونَ لتذهب أَنْت قَالَ الله تَعَالَى {ثمَّ ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيق} قَالَ الشَّاعِر (ليكن لديك لسائل فرج ... إِن لم يكن فليحسن الرَّد) وَلَام الْأَمر مكسور أبدا إِذا كَانَت فِي الِابْتِدَاء فَإِن تقدمها وَاو أَو فَاء كَانَت سَاكِنة تَقول وليذهب عَمْرو وَرُبمَا كسرت مَعَ الْوَاو وَالْفَاء
وَلَام الْخَبَر
وَهِي لَام التَّحْقِيق كَقَوْلِهِم إِن زيدا لخارج وَإِن مُحَمَّدًا لمنطلق قَالَ الله تَعَالَى {إِن رَبهم بهم يَوْمئِذٍ لخبير} اللَّام لَام الْخَبَر وَهِي مَفْتُوحَة أبدا وَهَذِه اللَّام إِذا أدخلت على خبر إِن كسرت ألف إِن وَإِن توسطت إِن الْكَلَام وَلم تجئ فِي خَبَرهَا اللَّام فتحت الْألف أَلا ترى أَنَّك إِذا بدأت ب إِن مُحَمَّدًا رَسُول الله وَإنَّك منطلق وَإِذا توسطت قلت أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأعلم أَنَّك عَالم فتحت أَن لما توسطت الْكَلَام فَإِذا أدخلت اللَّام على الْخَبَر كسرت الْألف مُبْتَدأ كَانَ أَو متوسطا تَقول أَن مُحَمَّدًا لرَسُول الله قَالَ الله جلّ وَعز {إِذا جَاءَك المُنَافِقُونَ} قَالُوا نشْهد إِنَّك لرَسُول الله وَالله يعلم إِنَّك لرَسُوله وَالله يشْهد إِن الْمُنَافِقين لَكَاذِبُونَ) كسرت الْألف من إِن للام الْخَبَر وَلَوْلَا ذَلِك لكَانَتْ مَفْتُوحَة لتوسطها الْكَلَام قَالَ الشَّاعِر (وَاعْلَم علما لَيْسَ بِالظَّنِّ أَنه ... إِذا ذل مولى الْمَرْء فَهُوَ ذليل) (وَإِن لِسَان الْمَرْء مالم تكن لَهُ ... حَصَاة على عوراته لدَلِيل) فتح الْألف من أَنه لما لم يدْخل اللَّام على الْخَبَر وَكسر الالف فِي قَوْله وَإِن لِسَان الْمَرْء للام الَّتِي فِي قَوْله لدَلِيل
وَلَام كي
قَوْلهم أَتَيْتُك لتفيدني علما وَهَذِه اللَّام مَكْسُورَة أبدا مَعْنَاهُ لكَي تفيدني قَالَ الله جلّ وَعز {إِنَّا فتحنا لَك فتحا مُبينًا ليغفر لَك الله مَا تقدم من ذَنْبك وَمَا تَأَخّر} مَعْنَاهُ لكَي يغْفر لَك الله نصبت يغْفر بلام كي
وَلَام الْجُحُود
مثل قَوْلك مَا كَانَ زيد ليفعل ذَلِك وَمَا كنت لتخرج قَالَ الله جلّ اسْمه {وَمَا كَانَ الله لِيُضيع إيمَانكُمْ} {وَمَا كَانَ الله ليعذبهم وَأَنت فيهم} عَملهَا النصب وَهِي مَكْسُورَة وَمعنى الْجُحُود إِدْخَال حرف الْجحْد على الْكَلَام وَهُوَ مثل قَوْلك مَا كَانَ زيد ليفعل
وَلَام النداء
مَفْتُوحَة قَالَ مهلهل
(يَا لبكر أنشرو لي كليبا ... يَا لبكر أَيْن أَيْن الْفِرَار) وَتقول أكلت رطبا ياله من رطب
وَلَام الاستغاثة
وَهِي مَكْسُورَة تَقول يَا لعبد الله لأمر وَاقع وَقع فاستغثت قَالَ الشَّاعِر (يَا لقوم لزفرة الزفرات ... ولعين كَثِيرَة العبرات)
وَلَام التَّعَجُّب
مَفْتُوحَة أبدا نَحْو قَوْلهم لظرف زيد ولكرم عَمْرو ولقضو القَاضِي أَي مَا أظرف زيدا وَأكْرم عمرا وأقضى القَاضِي وَيُقَال من لَام التَّعَجُّب أَيْضا قَول الله تَعَالَى {إِن فِي ذَلِك لعبرة} {إِن فِي هَذَا لبلاغا} وَمن التَّعَجُّب قَوْله تَعَالَى {أئذا مَا مت لسوف أخرج حَيا} تعجب الْكَافِرُونَ من الْبَعْث
وَاللَّام الَّتِي فِي مَوضِع إِلَّا
كَقَوْل الله جلّ ذكره {وَإِن وجدنَا أَكْثَرهم لفاسقين} مَعْنَاهُ مَا وجدنَا أَكْثَرهم إِلَّا فاسقين وَمثله قَول الله تبَارك وَتَعَالَى {تالله إِن كُنَّا لفي ضلال مُبين} مَعْنَاهُ إِلَّا فِي ضلال مُبين قَالَ الشَّاعِر {ثكلتك أمك إِن قتلت لمسلما ... حلت عَلَيْك عُقُوبَة الْمُتَعَمد} مَعْنَاهُ مَا قتلت إِلَّا مُسلما
وَلَام الْقسم
قَول الله تَعَالَى {لتبلون فِي أَمْوَالكُم وَأَنْفُسكُمْ ولتسمعن من الَّذين أُوتُوا الْكتاب من قبلكُمْ} وَكَقَوْلِه عز وَعلا {لتجدن أَشد النَّاس عَدَاوَة للَّذين آمنُوا الْيَهُود} مَعْنَاهُ وَالله لتبلون ولتجدن و {لعمرك إِنَّهُم لفي سكرتهم يعمهون}
وَلَام الْوَعيد
قَول الله تَعَالَى {ليكفروا بِمَا آتَيْنَاهُم وليتمتعوا فَسَوف يعلمُونَ} وَهُوَ كَقَوْل الرجل للرجل فِي معنى التهدد ليفعل فلَان مَا أحب فَإِنِّي من وَرَائه
وَلَام التَّأْكِيد
مثل قَوْله {ليسجنن} وَلَا بُد للام التَّأْكِيد من أَن يتقدمه لَام الشَّرْط وَهُوَ لَام لَئِن كَقَوْل الله تَعَالَى {وَلَئِن لم يفعل مَا آمره ليسجنن} وَمثله (كلا لَئِن لم ينْتَه لنسفعن بالناصية) وَإِذا لم يتَقَدَّم لَام الشَّرْط لَام التَّأْكِيد فَلَا بُد للام التَّأْكِيد أَن يكون قبلهَا إِضْمَار الْقسم مثل قَوْله تَعَالَى {لتبلون} مَعْنَاهُ وَالله لتبلون
وَلَام جَوَاب الْقسم
قَوْلهم وَالله إِن فعلت لتجدنه بِحَيْثُ تحب وَمِنْه قَول الشَّاعِر (تساور سوارا إِلَى الْمجد والعلا ... وَأقسم حَقًا إِن فعلت ليفعلا) اللَّام الَّتِي فِي ليفعل لَام جَوَاب الْقسم
وَاللَّام الَّتِي فِي مَوضِع عَن
قَوْلهم لَقيته كفة لكفة أَي كفة عَن كفة فَافْهَم ذَلِك
وَلَام الْمَدْح
قَوْلهم يالك رجلا صَالحا ويالك خَبرا سارا وَمن الْمَدْح قَول الله تَعَالَى {وَلَقَد نادانا نوح فلنعم المجيبون}
وَلَام الذَّم
مثل يَا لَك رجلا سَاقِطا وَيَا لَك رجلا جَاهِلا قَالَ الله عز وَجل {لبئس الْمولى ولبئس العشير}
وَاللَّام الَّتِي فِي مَوضِع على
قَوْلهم سقط لوجهه أَي على وَجهه وَمِنْه قَول الله جلّ وَعز {يخرون للأذقان سجدا} أَي على الأذقان
وَاللَّام الَّتِي فِي مَوضِع الْفَاء
قَوْلهم أَحْسَنت إِلَى زيد ليكفر نِعْمَتك أَي فَكفر نِعْمَتك وَمِنْه قَول الله تبَارك وَتَعَالَى {فالتقطه آل فِرْعَوْن ليَكُون لَهُم عدوا وحزنا} وَمثله {رَبنَا إِنَّك آتيت فِرْعَوْن وملأه زِينَة وأموالا فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا رَبنَا ليضلوا عَن سَبِيلك} أَي فضلوا عَن سَبِيلك قَالَ الشَّاعِر (لنا هضبة لَا يدْخل الذل وَسطهَا ... ويأوي إِلَيْهَا المستجير ليعصما) أَي فيعصما وَهَاتَانِ اللامان تعرفان بلام الصيرورة وَالْعَاقبَة أَي كَانَ عاقبتهما وَصَارَ أَمرهمَا إِلَى ذَلِك وَمثله {ليجزي الَّذين أساؤوا بِمَا عمِلُوا} يَعْنِي {وَللَّه مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْض} فيجزي الَّذين أساؤوا بِمَا عمِلُوا {وَيجْزِي الَّذين أَحْسنُوا بِالْحُسْنَى}
وَاللَّام الَّتِي فِي مَوضِع إِلَى
قَول الله جلّ ذكره {حَتَّى إِذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت} أَي إِلَى بلد ميت وَمثله {رَبنَا إننا سمعنَا مناديا يُنَادي للْإيمَان} أَي إِلَى الْإِيمَان وَمثله {الْحَمد لله الَّذِي هدَانَا}
وَاللَّام الَّتِي فِي مَوضِع أَن
مثل قَول الله تَعَالَى {وَمَا أمروا إِلَّا ليعبدوا إِلَهًا وَاحِدًا} مَعْنَاهُ إِلَّا أَن يعبدوا قَالَت الخنساء (وقائله والدمع يسْبق خطوها ... لتلحقه يَا لهف نَفسِي على صَخْر) وَمثله (وأمرنا لنسلم لرب الْعَالمين) وَمثله {يُرِيدُونَ ليطفئوا نور الله بأفواههم} مَعْنَاهُ أَن يطفئوا وَأَن نسلم وَلَام جَوَاب لَوْلَا
قَوْلهم لَوْلَا زيد لزرتك وَلَوْلَا مُحَمَّد لأتيتك قَالَ الله جلّ وَعز {وَلَوْلَا كلمة سبقت من رَبك لقضي بَينهم}
وَلَام الطرح
قَول الله عز وَجل {وَإِذا كالوهم أَو وزنوهم يخسرون} مَعْنَاهُ كالوهم أَو وزنواهم مثل قَول الشَّاعِر (تبعد إِذْ نأى جدواك عني ... فَلَا أسفي عَلَيْك وَلَا نحيبي) طرحت اللَّام فِي مَوضِع الطرح فِي أول الْكَلَام فافهمه أَن شَاءَ الله تَعَالَى
وَلَام جَوَاب الِاسْتِفْهَام
مثل قَوْلهم أإذا خرجت ليَأْتِيَن عَمْرو وَمثله قَول الله جلّ ذكره {أئذا مَا مت لسوف أخرج حَيا} وَهَذَا بلام التَّعَجُّب أشبه لِأَن الْكفَّار لم تستفهم
وَلَام الِاسْتِفْهَام
قَول الله عز وَجل {لمن الْملك الْيَوْم لله الْوَاحِد القهار}
وَلَام السنخ
مثل اللَّام فِي جمل وَلحم ولحن وَلم وألم وألما وَمَا أشبه ذَلِك مِمَّا لَا يجوز إِسْقَاطه
وَلَام التَّعْرِيف
مثل اللَّام الَّتِي فِي الرجل وَالْفرس والحائط تدخل مَعَ الْألف على الِاسْم منكورا فَيكون معرفَة لِأَن قَوْلهم فرس وحائط وَرجل هِيَ مَنَاكِير وَإِذا قلت الرجل وَالْمَرْأَة وَالْفرس صَارَت معارف بِإِدْخَال الْألف وَاللَّام
وَلَام الإقحام
مثل قَول الله عز وَجل {إِن كَاد ليضلنا عَن آلِهَتنَا} وَقَوله تَعَالَى {قل عَسى أَن يكون ردف لكم} مَعْنَاهُ ردفكم وَقَالَ الشَّاعِر (أم حليس لعجوز شهربه ... ترْضى من اللَّحْم بِعظم الرَّقَبَة) أَدخل اللَّام فِي لعجوز اقحاما
وَلَام الْعِمَاد
مثل قَول الله تَعَالَى {إِن فِي ذَلِك لآيَة لقوم يعلمُونَ} وكل مَا كَانَ من نَحوه فافهمه إِن شَاءَ الله تَعَالَى
وَلَام التَّغْلِيظ
لتهلكن زيدا ولتضربن عمرا
وَاللَّام المنقولة
قَول الله عز وَجل {يَدْعُو لمن ضره أقرب من نَفعه} مَعْنَاهُ يَدْعُو من لضره أقرب من نَفعه
وَلَام الِابْتِدَاء
لعبد الله أفضل من زيد مضى تَفْسِير وُجُوه اللامات وَهَذَا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق